هواجس تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

مصطفى محمد غريب

هواجس تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

الهواجس كثيرة تخص البلاد وبما يخص الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وهي هواجس مشروعة لأن البلد ومنذ حوالي (23 ) عاماً يعيش حالة الاضطراب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي وسوء الخدمات العامة والصحة والتعليم والبطالة والفساد المالي والإداري والتدخلات الخارجية ...الخ وبعد الانتخابات الاخيرة أصبح هاجس تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفق معطيات وطنية سليمة وعسى ان لا يطول الوقت.

انتهت الانتخابات بصيغتها ونتائجها المعدة سلفاً ونحن ننتظر تشكيل الحكومة كما هو حال البلدان الأخرى وايدينا على قلوبنا ونتذكر كيف تم تشكيل الحكومات السابقة والصراع على المناصب والمساومات غير المبدئية إضافة الى الوقت الطويل الضائع في تشكيل اكثر الحكومات، المحكمة الاتحادية العراقية صادقت على النتائج النهاية للانتخابات العامة وبالتالي على عضوية مجلس النواب العراقي لعام 2025 وهي خطوة نهائية في تشكيل الحكومة الجديدة وهنا يبقى الامر عند ذو الامر الذي يهيمن على مجلس النواب ولديه القوى او النفوذ، لكن على ما نعتقد ليس لديهم وحدة الارادة ووحدة الهدف بسبب تضارب المصالح وعمق الخلافات الداخلية والارتباط الخارجي الذي يهدف تشكيل حكومة تخدم مصالحه السياسية والاقتصادية والأمنية، وتبرز مسالة دعوة رئيس الجمهورية لانعقاد جلسة أولى لمجلس النواب وبهذا سيتم انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه وبعد ذلك رئيس الجمهورية حسب الدستور المادة ( 70 ) بأغلبية ثلثي النواب وهو أمر مرده الى الصعوبات الأخرى التي تلازم انتخاب رئيس الجمهورية، بعد هذه الخطوات يجري تكليف رئيس الوزراء من الكتلة الاكبر حتى يباشر من خلال( 30 ) يوماً لكي ينال ثقة المجلس اما اذا فشل في نيل الثقة عند ذلك على رئيس الجمهورية اختيار مرشح جديد من الكتلة نفسها وخلال( 15 ) يوماً ثم هناك التزامات جديدة فيما يخص حل المجلس النيابي او اجراء انتخابات جديدة كل ذلك معروف لكن المصيبة في

1 ــ كيف يفكر الحلفاء في الكتل الأصدقاء الأعداء حول الحصص ؟

2 ــ وكيف تصرفوا ويتصرفون حيال النتائج والمصالح الضيقة؟

3 ــ وهل طبقوا او يطبقون ما جاء في الدستور في هذا المجال بالذات او ما صادقت وأقرت المفوضية العليا للانتخابات عليه

4 ـــ كيف يكون التوافق مع الحلفاء السياسيين من الكتلة الأخرى

5 ـــ هل ستحسم قضية المدة التي سيتم فيها التوافق وتشكيل الحكومة

6 ـــ ما هي الحسابات الطائفية ثم كيف يكون الموقف من التوازنات الإقليمية وبخاصة هناك مواقف مختلفة حتى داخل الكتل المتحالفة؟

7ـــ واخيراً وليس آخراً هل سيفرض أعضاء من التنظيمات المسلحة وبخاصة الحشد الشعبي ليعتلوا مناصب وزارية وبخاصة هؤلاء لديهم كما أعلن( 80 ) نائياً في مجلس النواب؟

للعلم هناك تداعيات أخرى غير قليلة من القضايا والالتزامات الطائفية والسياسية والتدخلات الخارجية في مسار انجاز المهمات وتعقيداتها، ومسار تشكيل الحكومة المقبلة لا يختلف عما سبق والمعروف أن الحيثيات والاختلافات والاتفاقات والمنافسات والتأخيرات بهدف " كلمن يحود النار لكرصته " ، بينما ملايين العراقيين الكادحين من موظفين صغار وعمال وفلاحين وكسبة وغيرهم هم الضحية يدفعون الثمن ، واليوم قد تتكرر حالة الامس بمفردات جديدة وبخاصة اذا تم تشكيل قائمة منافسة للاطار التنسيقي فسوف يصبح الامر أسوأ ولا سيما الصراع من اجل تجديد ولاية ثانية لرئيس الوزراء الحالي محمد السوداني وأطماع البعض من الحيتان للحصول على المنصب، الى جانب ذلك سعي ايران التأثير لتشكيل الحكومة، ومن الطرف الآخر مصالح الولايات المتحدة وموقفها من الفصائل المسلحة التابعة لإيران ورؤيتها الاستراتيجية في تكليف رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة ، في آخر المطاف لن تشكل الحكومة بالقريب العاجل وسيناريوهاتها قابلة للتعديل والحذف والترتيب لكن الاستقرار سَيُهمش والاطالة في تشكيل الحكومة هو اقرب من السرعة ، لا يخفى على احد ان الاطار التنسيقي لم يعد موحداً مثل الاول وهناك بوادر انقسام حول البعض من الموضوعات ومنها الموقف من اسناد محمد السوداني وقضية توليه ثانية رئاسة مجلس الوزراء وقد صرح احد المحللين السياسيين في الاطار بأن " الاطار التنسيقي منقسم بشأن دعم السوداني لتولي ولاية ثانية" ، إضافة الى الخلافات مع التيار الصدري وهناك هاجس البعض من وجود أحزاب وتنظيمات شيعية موالية لإيران ، تشكيل الحكومة العراقية بعد انتخابات 2025 لن يكون بالسهولة كما يعتقد البعض ان اهم عقدة في هذا التشكيل تقسيم الوزرات على الأحزاب ، كل واحد يأخذ حصته وبخاصة الفصائل الشيعية المسلحة والتابعة ثم الوزارات الأمنية وبخاصة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية واللغط الدائر حول الأمن الداخلي بوجود مظاهرات واحتجاجات يومية في مناطق عدة من البلاد تطالب بالحقوق والحريات والعمل ...الخ ثم الأمن الإقليمي والتوافق مع الولايات المتحدة الامريكية وليس هذا فحسب لأن الوقت يضيق يوما بعد يوم وقد يلجأ الإطار التنسيق الى الموافقة على تولي السوداني ولاية ثانية، وقد حذر الحزب الشيوعي العراقي " من ان الحوارات الجارية لتشكيل الحكومة، تنطلق من منطق تقاسم السلطة والمغانم، لا من منطق الاستجابة لما يواجهه العراق من أزمات اقتصادية واجتماعية وخدمية، في وقت انقطعت فيه صلة القيادات المتنفذة بقضايا الناس، مباشرةً بعد يوم الاقتراع وأكد ان استمرار نهج المحاصصة يعني إعادة تدوير الازمات نفسها، التي رافقت تشكيل الحكومات السابقة، ويكرس النهج الفاسد في ادارة مؤسسات الدولة، والارتهان للخارج، والابتزاز السياسي، والتحكم بمفاصل الدولة على حساب المصلحة الوطنية العليا" اذن هناك تعقيدات ليست بالسهلة والصراع القائم بين مصالح ايران وهي ليست قليلة وبين الولايات المتحدة الامريكية التي تسعي الى حل الفصائل المسلحة بما فيها الحشد الشعبي وفك الارتباط مع ايران، هذه الصعوبات والاشكاليات وغياب التيار الوطني والديمقراطي يجعل الحكومة القادمة اكثر ضعفاً أمام الإيفاء بوعود إيجاد الحلول المنطقية والصحيحة مع إقليم كردستان العراق، وإنهاء دور المحاصصة الطائفية والتوافقية وقضايا الفساد والتخلص من الهاجس الأمني وحصر السلاح بيد الدولة ووجود المؤسسات الأمنية العراقية " الجيش والشرطة الاتحادية الوطنية المستقلة لتكون الرادع الأمني الوطني بالوقوف من اجل أمن وسلامة الشعب العراقي واستقلال العراق

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

948 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع