
أحمد الحاج جود الخير
مشروع الأيدي الخيرة والقلوب الرحيمة لمواجهة مخططات التجويع اللئيمة !
عندما يَصدِمُ تقرير الأمم المتحدة عن الفقر لعام 2025 العالم بأسره مؤكدا،أن" أكثر من 800 مليون إنسان ما زالوا يعيشون في فقر مدقع" مضيفا ،أنّ "القضاء على آفة الفقر المدقع = دون مستوى خط الفقر بحلول عام 2030 يبدو الآن مستبعداً للغاية بسبب بطء التعافي من جائحة كوفيد-19،وعدم الاستقرار الاقتصادي، والصدمات المناخية، وضعف النمو في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى" ،وأضيف "وبسبب الحروب الدولية والإقليمية والأهلية المستعرة والتي ما أن تهدأ حرب تقف وراءها دول عظمى وتخمد نيرانها حتى تندلع أخرى بعيداً عنها،أو بالقرب منها لنهب الثروات والسيطرة على مناجم الفحم والماس والذهب ، ومثلها على آبار النفط والغاز الطبيعي والمعادن النادرة ،والغازات النبيلة ،والأحجار الكريمة ،وعلى سلاسل التوريد وطرق الإمداد التجارية ،وسكك الحديد ،فضلا على الممرات والقنوات والموانئ المائية العالمية الحيوية، ولبناء القواعد العسكرية،والسيطرة على الأجواء العالمية،والتحكم بمنظومة الكابلات البحرية".
وعندما تكشف لنا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عام 2025 بأن "أكثر من 117.3 مليون شخص حول العالم في عداد النازحين والمهجرين قسراً نتيجة للاضطهاد،أو الصراعات، أو العنف، أو انتهاكات حقوق الإنسان، أو الأحداث التي تُخلّ بالنظام العام بشكل خطير" .
فلا بد للبشرية جمعاء من أن تطلق برامج إنسانية وخيرية وتطوعية وإغاثية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بني البشر وعدم الاتكاء وبأي حال من الأحوال على قروض البنك الدولي ولا صنوه صندوق النقد الدولي وكلاهما جزء لايتجزأ من منظومة"صناعة الجوع"وإنتاج"الإفقار الطبقي المبرمج والممنهج " ليظل وكما جاء في كتاب " فخ العولمة " أكثر من 99% من البشر يعيشون على ما ينتجه ويسوقه ويصنعه ويتمتع بعائداته وأرباحه الفلكية 1% فقط من البشرية يمثلون أعضاء نادي المليار، وغدا نادي الترليون دولار كذلك !!
أيام قلائل تلك التي فصلت بين كل ما تقدم وبين ما صدع به رجل الأعمال الأمريكي وخبير التنمية البشرية المعروف روبرت كيوساكي،وتحذيره من وقوع أعظم انهيار اقتصادي في تاريخ البشرية في القريب العاجل وبما سيجعل أبناء هذا الجيل يجدون أنفسهم بلا مأوى، أو العيش في ظروف صعبة للغاية على حد تعبيره ، داعيا "الى ترك الادخار التقليدي في الأصول الورقية ، والاستثمار بدلا من ذلك في الذهب والفضة لكونها الأكثر أمانًا في ظل التضخم العالمي المتصاعد"، وعندما يصرح مؤلف الكتب الاقتصادية الأكثر مبيعا حول العالم يتصدرها كتاب "الأب الغني والأب الفقير" وكتاب " لماذا يزداد الأثرياء ثراءً" أو Why the Rich Are Getting Richer فعلى الجميع الانتباه جيدا وأخذ تحذيراته على محمل الجد !
أقول إن أياما قلائل تلك التي فصلت بين تحذير كيوساكي من انهيار اقتصادي عالمي وشيك وبما يستدعي الى الذاكرة الحبلى الأيام العصيبة خلال ما يسمى بالكساد العالمي العظيم في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي وكان سببا رئيسا في انتشار ظواهر الجريمة المنظمة ،والدعارة المقننة، واستشراء القمار والربا والرشوة والتزوير وسرقة المصارف والبنوك ،اضافة الى ظهور أعتى عصابات المافيا الايطالية والامريكية، وبين تحذير مجلة ذي إيكونوميست من فوضى اقتصادية عالمية ، وأزمات مالية دولية قادمة وقاتمة على خلفية ارتفاع معدلات الديون العامة الى مستويات لم تسجَّل منذ الحروب النابليونية في القرن التاسع عشر، وعلى خلفية ارتفاع الإنفاق الدفاعي وتكاليف الشيخوخة مع عدم القدرة على زيادة الاسعار ومعدلات الضرائب لكونها باتت تمثل انتحارًا انتخابيا وسياسيا في الدول الديمقراطية على سطح الكوكب !على حد وصفها .
ليأتي تقرير شركة مايكروسوفت الصادم مؤيدا لما سبق وذلك بعد كشفه عن،أن "واحداً من كل ثلاثة قادة أعمال كبار يفكر في تقليص أعداد موظفيه على خلفية اعتماد شركاته على تقنيات الذكاء الاصطناعي واسناد المهام بدلا من ذلك الى فرق هجينة من العاملين مؤلفة من البشر والوكلاء الرقميين لأغراض الاتمتة ،وتسيير الأعمال ،وانجاز المهام"وبما يهدد 93 وظيفة بشرية حول العالم بالإنقراض، أو الانكماش أو التلاشي ، وبما يفسر لنا أسباب اندلاع التظاهرات الحاشدة حول العالم لجيل زد وألفا والمطالبة بمكافحة الفساد والبطالة وتحسين الواقع الصحي والتعليمي والخدمي في كل من النيبال والهند والمغرب والبارغواي والبيرو وبنغلاديش ومدغشقر وكينيا والفلبين،والحبل على الجرار .
مشروع الأيدي الخيرة والقلوب الرحيمة
يُعَدُ مشروع (الأيدي الخيرة والقلوب الرحيمة) ،أوKind hands and compassionate hearts مشروعا إنسانيا واعداً يتضمن العديد من الفقرات المهمة لمساعدة الفقراء والمساكين والكادحين،تشغيل العاطلين ،تزويج العازبين ، علاج المرضى المتعففين، قضاء الديون المتراكمة بالنيابة عن المدينين،اضافة الى العديد من المشاريع الجماعية التطوعية المتنوعة خدمة للبلاد والعباد،على أن يترافق معها جنبا الى جنب قوانين رادعة ،و تشريعات نافذة،وبرامج رصينة ناجزة لـ " مكافحة الفساد المالي،والإداري،والسياسي ،والقضاء على ظواهر الرشوة والابتزاز والسمسرة والاختلاس والتزوير والمحسوبية والمنسوبية والتهريب والتضخم والانكماش"مع تحسين الواقع الخدمي والصحي والتعليمي والصناعي والزراعي والتجاري على أيدي خبراء أكفاء في هذا الشأن ،إذ لا فائدة ترتجى كثيرا من أعمال تطوعية وإنسانية واعدة ورائدة ،فيما تغرق مؤسسات رسمية وشبه رسمية في برك الفساد وغياب الشفافية وانعدام النزاهة وضعف الرقابة الآسنة، ووضع غير الأكفاء وغير الخبراء ولا المناسبين في المواقع غير المناسبة لهم ، ومن فقرات المشروع المهمة :
* فقرة "كفالة طالب علم" وتتضمن :
كفالة عدد من طلاب العلم المتعففين ،أو من ذوي الهمم سنويا وإعانتهم على مواصلة تعليمهم في الدراسات الجامعية الأولية ،والعليا (ماجستير / دكتوراه) وذلك من خلال دعمهم ماديا وعينيا ومعنويا لحين اكمال دراستهم الجامعية .
* فقرة "الجليس الصالح" وتتضمن :
افتتاح مكتبة عامة ملحقة بالجامعات والمعاهد والكليات تضم مختلف المراجع والمصادر الحديثة والقديمة وفي شتى العلوم والمعارف النظرية والتطبيقية مفهرسة ومرتبة بحسب أبواب العلوم المختلفة لتكون متاحة أمام الباحثين وطلبة العلم عامة، وطلبة الدراسات الأولية والعليا خاصة .
*فقرة " أفضل الصدقة سقي الماء "وتتضمن :
-حفر الآبار السطحية ( بعمق بين 10 - 30 مترا وتحتاج الى مضخة لرفع المياه ) ،والارتوازية ( بعمق يصل الى 100 متر ولايحتاج الى مضخة فالماء يرتفع بفعل الضغط الداخلي ) في المناطق التي تعاني من شح المياه الحاد ومن الإجهاد المائي .
-مد توصيلات مائية الى المناطق التي تعاني من نقص المياه النظيفة الصالحة للشرب .
* فقرة " وإذا مرضت فهو يشفين " وتتضمن :
التكفل بعلاج عدد من الفقراء وتشخيص أمراضهم،وإجراء الفحوص الطبية والتحليلات المرضية اللازمة لهم، وصرف أدويتهم بعد شرائها لهم مجانا داخل العيادات الاستشارية والمختبرات الطبية والصيدليات والمستشفيات الأهلية .
*فقرة "فأما اليتيم فلا تقهر" وتتضمن :
-كفالة الاف الأيتام وكذلك الحال مع الاطفال النازحين والمشردين ،والعمل على رعايتهم وشمولهم بكسوتي الصيف والشتاء، ومثلها بكسوة وهدايا عيدي الفطر والأضحى.
-توزيع الحقائب والملابس المدرسية والكتب والدفاتر والمستلزمات الدراسية والقرطاسية بين الأيتام والأطفال الفقراء بداية العام الدراسي سنويا .
*فقرة "ارحم ترحم " لرعاية ذوي الهمم وتتضمن :
-توزيع الكراسي المتحركة المجانية – الكهربائية واليدوية – بين أصحاب الشلل النصفي والرباعي.
- دعم مراكز ومعاهد لتأهيل وتعليم الأطفال من ضحايا متلازمة اسبرجر "مرض التوحد".
- دعم مراكز ومعاهد مخصصة لتأهيل وتعليم الأطفال من ضحايا متلازمة داون .
* فقرة "ويطعمون الطعام" وتتضمن:
- دعم المطابخ الخيرية المجانية لما لها من أهمية قصوى للإسهام في التخفيف من وطأة الجوع وحدة الحرمان ولاسيما في المناطق الفقيرة المكتظة .
*فقرة "وبالوالدين إحساناً " وتتضمن :
- دعم الدور المخصصة لإيواء ورعاية ذوي الشيبة وكبار السن من الرجال والنساء والإسهام بتجهيزها بكامل أثاثها ولوازمها .
- دعم عيادات طبية جوالة بطواقمها وتجهيزاتها وأدويتها تتولى مهمة التجوال بين هذه المراكز.
* فقرة "زدني علما" وتتضمن :
-إقامة دورات مهنية تطويرية مجانية ،وورش عمل تدريبية، في استخدام الحاسوب وفنون الخياطة والتطريز وتنسيق الزهور وأعمال السيراميك و النجارة وصيانة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وميكانيك السيارات وفنون الطبخ ونحوها ،تزج فيها الأرامل والمطلقات واﻷيتام وأصحاب الدخل المحدود والعاطلون عن العمل مجانا لتمنح لهم شهادات تخرج في ختامها .
*فقرة " الفائض عن حاجتك ضروري لغيرك " وتتضمن :
- جمع الملابس المستعملة الصيفية والشتوية لفرزها وتصنيفها ومن ثم تنظيفها وكويها وتغليفها واعادة عرضها أو توزيعها بين كل من هو بحاجة اليها مجانا .
- جمع الأثاث المستعمل والأجهزة الكهربائية والقطع المنزلية الفائضة عن الحاجة لفرزها وتصنيفها وإصلاح العاطل منها ومن ثم تنظيفها واعادة عرضها أو توزيعها بين كل من هو بحاجة اليها مجانا .
*فقرة"التشجير والتنظيف التطوعي " وتتضمن :
- إطلاق حملات تطوعية مخصصة لأعمال التشجير في الأماكن العامة والمدارس،اقتلاع الحشائش والنباتات الضارة.
- إطلاق حملات توعوية مكثفة لزيادة المساحات الخضراء ،والمحافظة على البيئة ، ومكافحة التصحر، ظاهرة الاحتطاب العشوائي،اضافة إلى العمل على تحسين جودة الهواء وتنقية الجو من كل أنواع الملوثات في زمن الاحتباس الحراري والتغير المناخي .
*فقرة "إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ" وتتضمن :
-تخصيص حصص تموينية شهرية بجميع مفرداتها مخصصة لعوائل الفقراء والمعوزين .
-توزيع حصص وسلال رمضانية بين العوائل المتعففة .
-توزيع لحوم الأضاحي بين الفقراء والمتعففين في أيام عيد الأضحى المبارك.
فقرة "اقرأ" وتتضمن :
- دعم المدارس الابتدائية،ومراكز محو الأمية ، ولا سيما في المناطق الفقيرة والنائية ، وفي القرى والارياف، ببعض مستلزماتها وأثاثها ومناهجها وقرطاسيتها ، ولله در القائل :
بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ ...فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ
* فقرة " أمم أمثالكم " وتتضمن:
- استحداث عيادات بيطرية متنقلة تتولى فحص وعلاج الحيوانات المريضة في القرى والأرياف .
- مشاريع سقيا وإطعام وعلاج وتوفير مساكن صغيرة جميلة وأنيقة مخصصة لإيواء الطيور الحرة والمهاجرة ،وسقي وإطعام القطط والكلاب المشردة .
*فقرة " بدل إيجارك علينا " وتتضمن :
-التكفل بدفع بدل إيجار سكن عدد من العوائل المتعففة وأصحاب الدخل المحدود والعاطلين عن العمل شهريا وبالتناوب .
- التكفل بدفع بدل إيجار بعض أكشاك وبسطات ومحال الكادحين شهريا وبالتناوب.
- التكفل بدفع بدل بعض تكاليف فواتير"الماء،الكهرباء،الغاز"شهريا "وبالتناوب .
*فقرة " ترميم الكتب المدرسية والمصاحف القديمة " وتتضمن :
- جمع المصاحف القديمة والممزقة للقيام بتجليدها وترتيبها وصيانتها ومن ثم إعادتها الى المساجد التي أخذت منها مجددا،أو توزيعها بين المساجد ومراكز تحفيظ القرآن التي تحتاجها .
- جمع الكتب المدرسية القديمة الخاصة بعلوم العربية والتربية الاسلامية من الأماكن التي لا تليق بها حفاظا على"لفظ الجلالة "وآيات القرآن الكريم ،والحديث النبوي، واللغة العربية - لغة القرآن - من الإهانة والتدنيس ليعاد ترميم ما يمكن ترميمه منها،والتخلص بطريقة شرعية من تلك التي لا يمكن ترميمها أو اصلاحها .
*فقرة "بلسان قومه" وتتضمن :
ترجمة جانب من الأحاديث النبوية الصحيحة ،اضافة الحِكَم الشهيرة التي تتمحور بمجملها حول النظافة،الالفة،المحبة، الاخوة،بر الوالدين، حقوق الجار،احترام الزوجة، فضل التعلم والتعليم ، فضل العمل ، نبذ التمييز العنصري، فضل الصدقة،حقوق الانسان،رعاية الحيوان،ونحوها على أن يتم نشر كل ما يتم ترجمته عبر البروشورات والبوسترات والملصقات الورقية والكاروسيلات الرقمية وباللغات الرسمية الأبرز"الانجليزية ، الفرنسية ، البرتغالية ، الاسبانية ، الصينية ، الروسية ، الالمانية " اضافة الى العربية بطبيعة الحال .
* فقرة " مساعدة الغارمين" وتتضمن :
- شراء دفاتر وسجلات الديون المستحقة بذمة أبناء منطقة ما والعمل على إتلاف هذه الدفاتر بعد تسديد ما بذمة المدينين من ديون مستحقة ومتعسرة مع إعلامهم بالتسديد ليكونوا على بينة من أمرهم .
- "القرض الحسن" الذي لا يجر نفعا لحين ميسرة على أن يكون هذا القرض هدفه افتتاح مشروع عمل حلال أو تنفيس الكربات،أو لدفع الضرر ولرفع المظالم والمشقات.
*فقرة"معارض الكتب و الأصبوحات والأمسيات الثقافية " وتتضمن :
اقامة أصبوحات وأمسيات وورش عمل وندوات ثقافية وتوعوية بالتنسيق مع عمادات المعاهد والكليات ورئاسات الجامعات كافة ، وعدد من المؤسسات التربوية والفكرية والثقافية، تتضمن إلقاء محاضرات حول مخاطر الإدمان الدوائي والكحولي والمخدرات،الابتزاز الالكتروني،التنمر،الرشوة،البطالة، التسول،الانتحار،الأمية الابجدية والتقنية،الغش الصناعي والدوائي والمدرسي، التهريب، الإرهاب، العنف الاسري،التزوير، وما على شاكلتها من آفات أخلاقية ومجتمعية مدمرة ،على أن يقام على هامش كل منها معرضا صغيرا للكتب والكتيبات ذات العلاقة بموضوع المحاضرة، مع حفل توقيع بعض منها بأقلام مؤلفيها واهداء نسخ أخرى لمن يهمه الأمر .
#أخرج_زكاتك_تنعم_بحياتك
أصدر عدد كبير من علماء الأمة فتاوى عديدة تجيز إخراج الزكاة قبل حولان الحول وذلك بسبب الظروف الطارئة التي ألمت بالعالمين العربي والإسلامي من جراء الأوبئة والحروب ونتيجة لفقدان مئات الالوف من الكادحين والعمال والأجراء اليوميين وصغار الموظفين وظائفهم ومصادر رزقهم الوحيدة نتيجة التضخم والغلاء والركود والانكماش الاقتصادي وانهيار العملات المحلية مقابل نظيراتها الأجنبية ،وقبلها الحظر الشامل للتجوال والحجر الصحي أيام كورونا " كوفيد – 19 "، وعلى خلفية حاجة هؤلاء الماسة للدعم المادي والمعنوي لدفع مستحقاتهم وتسديد التزاماتهم المالية من إيجار المنازل والمحال وفواتير الكهرباء والماء ولتأمين حاجاتهم اليومية من الغذاء والدواء والعلاج، حيث وقَّعَ على واحدة من الفتاوى لفيف من علماء الجامع الأزهر في مصر،وجامع الزيتوتة في تونس،وعلماء من العراق والكويت و موريتانيا والمغرب والسودان وقطر وفلسطين ولبنان والجزائر والهند والشام وأفتوا في غرة شهر شعبان بجواز تعجيل إخراج الزكاة قبل وقتها بشرط أن يبلغ المال وقت التعجيل النصاب.
يشار الى أن الزكاة ذكرت مقرونة بالصلاة في القرآن الكريم في 28 موضعا، وذكرت في السنة النبوية المطهرة وكتب الحديث عشرات المرات وكان فقهاؤنا رحمهم الله يعرضون الزكاة في كتب الفقه عقب الصلاة مباشرة لما للزكاة من فضائل عظيمة منها أنها تزكي أخلاق المسلم قال تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"التوبة: 103
ومنها أنها تسد حاجة الفقراء والمساكين وتغنيهم عن ذل السؤال، وتبعدهم عن الكسب الحرام، إضافة إلى أن الزكاة تطهر المال مما شابه فتكون سببا لنمائه تماماً كما تنمو الزروع والثمار إذا خلصت من الأدغال، ناهيك عن كون الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام الخمس بعد الشهادتين والصلاة المفروضة.
أما بشأن الأصناف التي تستحق أموال الزكاة فهي الأصناف الثمانية المذكورة في سورة التوبة : "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".
و يسأل كثير من الناس هل تجب الزكاة في السيارات والمكائن والآلات والمعدات والعمارات والمحال التجارية والأراضي والدور السكنية؟
يقول الفقهاء: كلما أعد من هذه الأمور للتجارة (للبيع والشراء) تجب فيها الزكاة وذلك بعد تقدير قيمتها ورأس مالها، بعد حولان الحول عليها فيزكي 2.5%، وفي حال لم تكن معدة للبيع والشراء فلا زكاة فيها في هذه الحالة، لأن الزكاة لا تجب إلا على المال الذي ينمو بنفسه وهذه المواد تنمو بآثارها لا بنفسها، ولا زكاة في آلات النجارة والحدادة والأشياء الدائمة والثابتة في المحال التجارية، وفيما يتعلق بمال الصبي قبل البلوغ فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوبها، ونظروا إليها على أنها ضريبة على المال ولم ينظروا إلى سن المالك، والرأي الراجح هو وجوب دفع الزكاة إذا كانت أموال الصغير نامية باستمرار، لم يتغير وضعها بعد موت الأب، أما في حالة المال القليل المجمد الذي أدخر لحاجة من حوائج الصبي فلا تجب في هذه الحالة أخذا بما ذهب إليه أبو حنيفة النعمان في عدم وجوب الزكاة في مال الصبي.
لقد فرض الله تعالى الزكاة في أربعة أصناف لكل منها ضوابط قدرها الشارع الحكيم
الصنف الأول: الحبوب والثمار.
الصنف الثاني: بهيمة الأنعام.
الصنف الثالث: الذهب والفضة.
الصنف الرابع:عروض التجارة.
إذا بلغ المال النصاب وحال عليه الحول وكانت ملكيته كاملة وجبت زكاته على مالكه وفيه ربع العشر(2.5%) وفي حالة اختيار الحول الهجري لإخراج زكاة المال فإما نضرب المبلغ بـ (2.5%) أو نقسمه على 40 .
زكاة الحبوب والثمار
ودليلها قوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض) البقرة 267.
ولزكاة الحبوب والثمار شروط وضوابط:
أولا: أن يكون مكيلاً،ثانيا: أن يكون مدخراً، ثالثا: أن يكون قوتاً، مثاله الأرز والتمر والحنطة.
وتجب عند ظهور صلاحها،وتخرج بعد جنيها وحصادها فلا يشترط حولان، الحول عليها ونصابها 612 كغم، ولا تجب الزكاة في اقل من ذلك فإذا بلغ النصاب وجب إخراج نصف العشر، 5% في حال سقيها بالآلات والمكائن،ويخرج العشر (10%) إذا كانت تعتمد على هطول الإمطار، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم(فيما سقت السماء والأنهار والعيون العشر، وفيما سقت السانية نصف العشر) رواه مسلم .
زكاة بهيمة الأنعام
وهي الإبل والبقروالأغنام ويشترط فيها أن تكون سائمة أكثر الحول، أي أنها ترعى في ما تنبت الأرض أكثر مما يعلفها صاحبها من ماله، ونصابها معروض في كتب الفقه لمن أراد الاستزادة.
زكاة الذهب والفضة..ويشترط لوجوبها ما يأتي:
أولا: أن يمضي عليها حول (عام هجري كامل).
ثانياً: أن تبلغ النصاب المقدر شرعا، وهو في الذهب 20 مثقالا، إي ما يعادل 85غم، وفي الفضة 200درهم،بما يعادل 595 غم، وليس فيما دون ذلك شيء، والقدر الواجب إخراجه هو ربع العشر،2.5%، أما بالنسبة لآنية الذهب والفضة، وكذلك الذهب المحرم على الرجال، والذهب المعد للتجارة، والذهب المعد للاكتناز ذخيرة للزمن، فإنها تزكى مطلقا إذا وافقت الشروط المطلوبة.
زكاة العروض التجارية
وتشمل كل ما أعد للبيع بقصد التجارة كالبضاعة المعروضة في المحال التجارية والأراضي المعدة للبيع ويدل وجوب الزكاة فيها ، عموم قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) البقرة 267، حيث تجب الزكاة في عروض التجارة عند حولان الحول حيث يحسب التاجر البضاعةحسابا دقيقا لا يكفي فيه التخمين، فيعد البضاعة عداً بالنسبة للمعدود، ووزنا بالنسبةللموزون، وذرعا بالنسبة للمذروع، فإذا بلغ النصاب وجبت الزكاة ومقدارها 2.5%، ولا يدخل الديكور والرفوف ومعدات العمل الثابتة ضمن الحساب حيث يضم التاجر ماله بعضه إلى بعض،رأس المال زائداً الأرباح والمدخرات زائداً الديون المرجوة، ثم يطرح منها ما عليه منديون ويزكي الباقي.
وهناك مستغلات أخرى كالمصانع الإنتاجية والأجهزة المعدة للإيجار، والكراء (للأجرة)، فكلها فيها زكاة ولكن ليس على عين المادة وإنما على غلتها.
زكاة الركاز
وهي ما وجد في الأرض من الكنوز وغيرها وفيها الخمس والباقي للواجد أو المالك.
زكاة الفطر
وهي الزكاة التي تجب يوم عيد الفطر طهرة للصائم وطعمة للمساكين وهي واجبة على كل مسلم له فضل زائد عن حاجته الأصلية ويكون مصرفها للفقراء والمساكين قبل صلاة العيد، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات، ويباح إخراجها قبل يوم أو يومين من العيد، وتعادل صاعا من الطعام بما يعادل 2.5 كيلوغرام تقريبا.
ولا يفوتنا التذكير قبل الختام بأهمية النذور وكفارات الأيمان في دعم المشاريع الخيرية وتتمثل بإطعام 10 مساكين ،أو كسوتهم ، أو تحرير رقبة ، كذلك فائدة نحر الأضاحي وتوزيع لحومها سنويا بين الفقراء والكادحين وذوي الدخل المحدود ، ومثلها فدية الصيام لمن لم يقدر على صيام الشهر الفضيل لكبر معجز،أو مرض مزمن = إطعام فقير عن كل يوم إفطار، أو دفع ما يعادلها نقدا لمن يستحق، كذلك كفارة الظهار وهي ولمن لم يجد رقبة يعتقها ،ولم يتمكن من صيام شهرين متتابعين = إطعام 60 مسكيناً، ومثلها كفارة الوطء العمد في شهر الصيام فمن لم يجد رقبة يعتقها ،ولم يتمكن من الصوم 60 يوما متتابعة فعليه = إطعام 60 مسكينا ،اضافة قطعا الى أهمية الصدقات الدائمة "الجارية" ،والوقتية ،والأوقاف. أودعناكم أغاتي

1233 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع